بيدرو سانشيز بين مطرقة “أوربة ” سبتة ومليلية وسندان العلاقة مع المغرب

أحمد بويوزان

سياسيا يرى خبراء الشأن السياسي الاسباني أن مطالب حكومتي سبتة ومليلية المستقلتين والمتعلقة بدعم مطالبها بأن تصبح المدينتين جزءا لا يتجزأ من الاتحاد الأوروبي كباقي المدن الاسبانية الأخرى  والتي تنتمي إلى السيادة الاوروبية.
رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز كتب في رسالته الحديثة و المؤرخة في 6 مارس من العام الجاري 2023 قال : ” … أؤكد لكم ان الحكومة الاسبانية تشارككم وتشجعكم على مصلحة مليلية في تحقيق مشاركة وانخراط أكبر في مؤسسات الاتحاد الأوروبي ، يجب أن يؤدي هذا الوجود المعزز للمدينتين بالحكم الذاتي في بروكسل…
وأضاف رئيس حكومة مدريد : ” … إفتتاح المكاتب المستقبلية في المندوبية الداىمة لإسبانيا لدى الاتحاد الأوروبي جارِ . ونأمل أن تصبح هذه الإمكانية حقيقية و واقعية في أقرب وقت ممكن …”
ويظهر أن سانشيز من خلال سياسته الداخلية يحاول قدر المستطاع سحب البساط في قضية ثغري سبتة و مليلية من تحت أرجل الاحزاب الاسبانية الأخرى  وخصوصا بعض الاحزاب اليمينية المتطرفة ومنها حزب vox الذي يعادي المهاجرين  المغاربة وسكان سبتة و مليلية المسلمين والذين يشكلون الاغلبية الساحقة للتركيبة السكانية للمدينتين .
كما يحاول أيضا استمالة الناخبين الإسبان في خضم السباق المحموم الذي انطلقت رحاه استعدادا للاستحقاق الانتخابي الذي ستعرف اسبانيا قريبا ؛ حيث يجب تحسين صورة الحزب الاشتراكي العمالي الذي آثار ضجة إسبانية خصوصا مع قرار رئيس الحكومة سانشيز بالاعتراف بالمقترح المغربي  للحكم الذاتي للاقاليم الصحراوية تحت السيادة المغربية على أساس أن هذا المقترح هو الأفضل والاحسن لتسوية النزاع مع جبهة البوليساريو .
لكن كبوة وسقطة سانشيز لدى الاسبان هي العلاقة “البرغماتية” التي تربطه مع المغرب إذ يواجه سانشيز انتقادات واسعة من طرف الاحزاب الأخرى ومنها أيضا حتى المشكلة للتحالف الحكومي كسيودادانوس وبوديموس التي تساند علانية جبهة البوليزاريو ؛ انتقادات بخصوص عدم قدرته على إثارة ملف سبتة ومليلية مع المغرب ومحاولة تحاشي الحديث عنهما في اللقاءات الأخيرة بين المسؤولين الاسبان والمغاربة من أجل إعادة العلاقات إلى سابق عهدها أو أكثر  ، حيث يعتبر المغرب ان المدينتين مغربيتين مستعمرتين من طرف الاسبان .
لذلك يقول عدد من المتابعين للعلاقات المغربية الاسبانية ” إن ما اقدم عليه سانشيز بخصوص خطوة دعم سبتة ومليلية من أجل تمثيلية أكثر تعزيزا في الاتحاد الأوروبي ببروكسيل .
إن المغرب لا يرى أن محاولة سانشيز الأخيرة  بخصوص سبتة ومليلية انها خطوة ليست جديدة بإعطائهما طابعا أوروبيا وهو ما يرفضه المغرب جملة وتفصيلا حيث يقول المغرب ان الامر يتعلق بمدينتين مغربيتين محتلتين من طرف اسبانيا ؛ كما أن أيضا وهو معنى جديد يقلق إسبانيا هو وجود بعض الأصوات المهمة من داخل اسبانيا واعية بهذا الأمر وتطالب اسبانيا بتسليم المدينتين إلى المغرب و تدعو إلى حسم هذا الخلاف .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.