معاناة جديدة على حدود سبتة والفنيدق: ازدحام، انتظار وإحساس بالإهانة

  • الخلفية السياسية والجغرافية

سبتة هي مدينة صغيرة على الساحل شمال المغرب تُعتبر جزءاً من إسبانيا، وهي من “المناطق الاستثنائية” حيث تُعَد حدوداً بين الاتحاد الأوروبي والمغرب/أفريقيا.

الحدود البرّية بين سبتة والمغرب، وخاصة مع مدينة Fnideq والمناطق المجاورة، تشكّل نقطة عبور يومية لآلاف الأشخاص والبضائع، رسمياً وغير رسمياً.

هذه الحدود جزء من الصراع التاريخي على السيادة بين المغرب وإسبانيا، وتُشكّل كذلك موقعاً لتصدُّر ملف الهجرة والاقتصاد غير الرسمي. مثلاً: “المدينة أصبحت «صندوقاً موقوتاً ينتظر الانفجار» نظراً للاكتظاظ والاعتماد الاقتصادي على التهريب والعبور.”

 

  • التجربة اليومية والمعاناة

انتظارات طويلة: على سبيل المثال، في عبور “نقطة تاراجال” (El Tarajal Crossing) شهد المسافرون طوابير تمتد لعدة كيلومترات، مع ساعات انتظار طويلة تحت حرارة الشمس أو ظروف جوية صعبة.

الإذلال أو المعاملة التي تُعد مُهينة: الوثائق الحقوقية تحدثت عن “إذلال يومي” يُمارَس على هذه الفئة من الحاملات، سواء من خلال الأحواض أو الكثافة أو الضغط الأمني.

البُعد النفسي: الشعور بأنهم «بين طرفين، لا هنا ولا هناك». المجتمعات الحدودية تُعبّر عن شعور بأنها تحاصرها الحدود الاقتصادية والسياسية — لا فرص مُرضية في المغرب القريب، ولا حريتها الكاملة على الجانب الإسباني.

– العوامل المؤدية لهذا الوضع

سياسات الحدود والهجرة: تشديد الدخول، إجراءات الجمارك، زيادة الصرافة والمراقبة، وتراجُع الاتفاقات التي كانت تُسهل عبور بعض الفئات للعمل.

الاقتصاد غير الرسمي: اعتماد كبير على التهريب الخفيف والعبور اليومي للبضائع (والأشخاص) كبديل عن فرص اقتصادية رسمية غير متاحة.

البُعد الجغرافي والسياسي: كون سبتة منفذاً أوروبياً على القارة الأفريقية يجعلها نقطة ضغط هجرة وتهريب، ما يؤدي إلى تشديد الإجراءات الأمنية والتعامل القاسي أحياناً.

تأثير الجائحة والركود الاقتصادي: تعطيل العبور، توقف حركة المسافرين أو العمالة الموسمية، وتصاعد الشعور بعدم الاستقرار بين السكان.

وسط المقال

– –  التداعيات والنتائج

فقدان الدخل والاستقرار: بالنسبة للعديد من العاملين على الحدود، توقف أو تراجع العبور يعني فقدان مصدر دخل رئيسي، مما يُفاقم من الفقر والهجرة الداخلية أو الخارجية.

التوترات الاجتماعية: بين السكان المحليين، وبين السلطات، وبين المغرب وإسبانيا. الشعور بأن الحدود ليست فقط خطاً جغرافياً، بل أيضاً حدّ بين فرص – تكدس – ومعاملة غير متكافئة.

آثار على حقوق الإنسان: تقارير أوردت حالات طرد أو معاملة “باطلة” أو في ظروف صعبة، خاصة بين القاصرين أو العمال الهامشيين.

التأثير على العلاقات المغربية-الإسبانية: مثلما ترى في موجات الهجرة أو الإغلاق المؤقت للحدود كأداة سياسية أو عبر الضغوط الأمنية.

–  مقترحات التحسين والتوصيات

إعادة النظر في آليات العبور اليومي بحيث تُصبح أكثر إنسانية وآمنة، خصوصاً بالنسبة للنساء الحاملات.

خلق بدائل اقتصادية في المناطق الحدودية المغربية حتى لا يُضطر السكان للاعتماد شبه الكامل على عبور الحدود من أجل لقمة العيش.

ضمان حقوق العاملين على الحدود: وزن أقصى للبضائع، نقاط انتظار مظلّلة، مسارات منظمة، مراقبة حقوقهم.

تحسين التعاون الثنائي بين المغرب وإسبانيا على الحدود، مع التركيز ليس فقط على الأمن، بل على المصلحة الاجتماعية والاقتصادية للسكان المحليين.

رصد وتوثيق حقوق الإنسان بشكل مستقل، لضمان معالجة أي تجاوزات في المعاملة أو الإجراءات.

– خلاصة

عبور سكان سبتة المحتلة ومنطقة الحدود يومياً يماهز بين الاقتصاد اليومي والهوية والجغرافيا والسياسة؛ وهو ليس مجرد حركة عبور، بل تجربة حياة يومية تحمل عبئاً مادياً ونفسياً واجتماعياً. المعاملة التي يوصفها البعض بـ “الإذلال اليومي” يمكن تفهمها في سياق علاقات القوة، الحدود، الفقر، والعمل غير الرسمي.
إذا لم يُعالج هذا الوضع من منظور شمولي — حقوقي، اقتصادي، سياسي — فسيستمر التوتر، والاعتماد على العبور غير المستدام، وربما تزايد الرغبة في الهجرة أو المغادرة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.