نظم مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لمكتبة الاسكندرية (مصر) بالتعاون مع المنتدى المتوسطي للشباب بالمملكة المغربية اليوم الثلاثاء حلقة نقاشية بعنوان “مستقبل القوى الناعمة فى الوطن العربي: مصر والمغرب نموذجا”.
وتم خلال هذا اللقاء، استعراض التجارب المصرية والمغربية في توظيف إمكانات القوة الناعمة ، والرؤى المستقبلية بشأن تبادل الخبرات بين التجربتين، لاسيما فى المجالين الثقافي والرياضي من أجل تعزيز العلاقات الاستراتيجية الثنائية.
وتم تنظيم الحلقة النقاشية على شكل مائدة مستديرة، ضمت باحثين بمركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية وعدد من الأساتذة الجامعيين المغاربة المتخصصين في حقل العلوم السياسية وعلم الاجتماع والقانون والاقتصاد، وكذلك عدد من عمداء كليات جامعة الإسكندرية.
وأبرز المتدخلون خلال هذا الحدث، أن المغرب نجح في بناء تحالفات استراتيجية داخل محيطه الإفريقي ويتعامل مع القضايا العربية وفي القلب منها القضية الفلسطينية بموقف ثابت، وهو ما يظهر جليا من خلال مواقفه بالمحافل الإقليمية والدولية.
كما أشادوا بالدور الذي تضطلع به وكالة “بيت مال القدس الشريف”، في دعم القضية الفلسطينية والحفاظ على الهوية التاريخية لمدينة القدس، وذلك من خلال إيجاد آليات ووسائل لتنويع مصادر التمويل الخاصة بالوكالة.
وفي هذا الصدد أشار الباحث عمر الشرقاوي، رئيس وحدة البحث في القانون الدستوري والعمل البرلماني والمؤسسات السياسية بجامعة الحسن الثاني – الدار البيضاء، إلى إن المغرب يمتلك مصادر كثيرة للقوة الناعمة في إفريقيا وأيضا داخل أوروبا، تلعب بالخصوص دورا كبيرا في الترويج للمنهج الديني الوسطي من خلال منظور قائم على الاعتدال والوسطية والمذهب المالكي، وكلها أدوات تسهم في ترويج صورة الدولة المعتدلة المتسامحة.
وأكد الشرقاوي أن المغرب منذ عودته لأحضان الاتحاد الأفريقي وهو يبحث عن التوافقات وبناء التحالفات الاستراتيجية مع كافة دول القارة، كما أن المملكة تتعامل على أساس قاعدة واحدة في ما يتعلق بالقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، من خلال صندوق بيت مال القدس، الأمر الذي يعبر عن الموقف الأبدي للمملكة في تلك القضية.
من جهته ذكر الباحث سعيد خمري، أستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن هناك علاقة وثيقة بين القوة الناعمة والقوة السياسية التي تصنعها الدبلوماسية الناجحة، مبرزا أن هناك نسبة كبيرة من الأفارقة يدرسون في الجامعات المصرية والمغربية، وهذا يعكس مظهرا من مظاهر الدبلوماسية الناعمة.
ولفت إلى أن الأرقام الرسمية تؤكد وجود 20 ألف طالب أفريقي يدرسون في الجامعات المغربية في المجال الأمني والاقتصادي والسياسي وفي بقية التخصصات.
أما الباحث ياسين إيصبويا، المنسق العام للمنتدى المتوسطي للشباب بالمغرب، فأكد على اهمية الدبلوماسية الثقافية والرياضية والفنية والشبابية باعتبارها من أهم عناصر القوة الناعمة، فهي تساعد في تعزيز الثقافة والتبادل الثقافي والتعاون، وتؤدي إلى بناء جسور التفاهم بين الشعوب.
كما أبرز أهمية التعاون بين المنتدى المتوسطي للشباب ومركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية من خلال تنظيم المائدة المستديرة كمنصة فريدة للتعرف على أحدث الإنجازات في هذا المجال، ولمناقشة التحديات المطروحة والعمل على إيجاد حلول مناسبة لها.