مدينة أصيلة تكرم الشاعرة تانيلا بوني تقديرا لمسارها الشعري والإنساني

احتفت مدينة أصيلة، ضمن فعاليات موسمها الثقافي الدولي، بالشاعرة والكاتبة الإيفوارية تانيلا بوني، تقديراً لمسارها الأدبي والإنساني الغني، وما راكمته من إسهامات فكرية وثقافية أغنت المشهد الأدبي الإفريقي والعالمي.

وشهدت الأمسية التكريمية، التي احتضنها مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، حضور نخبة من المثقفين والكتاب والمترجمين إلى جانب جمهور من عشاق الأدب الإفريقي، حيث تخلل اللقاء قراءات شعرية وشهادات نقدية ألقت الضوء على تجربة بوني الإبداعية.

وفي كلمة بالمناسبة، أكدت اللجنة المنظمة أن هذا التكريم يندرج ضمن تقليد دأب عليه موسم أصيلة في الاحتفاء بالأصوات الأدبية البارزة التي ساهمت في تعزيز الحوار الثقافي بين إفريقيا والعالم، مشيرة إلى أن الشاعرة الإيفوارية تمثل صوتاً نسائياً قوياً عبّر عن قضايا الإنسان والهوية والذاكرة الإفريقية بعمق إنساني وشعري فريد.

من جانبها، عبّرت تانيلا بوني عن امتنانها وسعادتها بهذا التقدير، مؤكدة أن مدينة أصيلة أصبحت رمزاً للسلام والتفاعل الثقافي، وفضاءً مفتوحاً أمام الإبداع وتلاقي الحضارات، مثمنة الدور الذي تضطلع به في بناء الجسور بين المبدعين من مختلف القارات.

وسط المقال

وتُعدّ تانيلا بوني، المولودة سنة 1954 في أبيجان، من أبرز الأصوات الشعرية في إفريقيا الفرانكفونية. تابعت دراستها العليا في جامعة السوربون بباريس، حيث حصلت على الدكتوراه في الفلسفة والآداب، قبل أن تعود إلى بلادها لتدرّس في جامعة كوكودي – أبيجان.

مارست بوني إلى جانب الكتابة، أدواراً ثقافية فاعلة، إذ شغلت رئاسة جمعية الكتاب في كوت ديفوار بين عامي 1991 و1997، وأسست المهرجان الدولي للشعر بأبيجان، إلى جانب مشاركاتها في منتديات ثقافية وأدبية عبر العالم.

من أبرز أعمالها الشعرية والروائية: Labyrinthe (1984)، وMatins de couvre-feu (2005)، إلى جانب مجموعة من القصص والنصوص النقدية وكتب الأطفال التي ترجمت إلى لغات عدة.

وحصلت تانيلا بوني خلال مسيرتها على جوائز مرموقة، من بينها جائزة أحمدو كوروما سنة 2005، وجائزة أنطونيو فيكارّو الدولية للشعر عام 2009، وجائزة ثيوفيل غوتييه من الأكاديمية الفرنسية سنة 2018، وأخيراً جائزة الشعر الإفريقي تـشيكـايا أو تامسي لعام 2025، تقديراً لعطاءاتها الإبداعية وعمقها الإنساني.

ويؤكد هذا التكريم الجديد بمدينة أصيلة المكانة الرفيعة التي تحظى بها الشاعرة تانيلا بوني في المشهد الأدبي الإفريقي والعالمي، ويجدد في الوقت ذاته التزام موسم أصيلة الثقافي بالاحتفاء بالفكر والإبداع كجسر للتقارب الإنساني والثقافي.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.