أكثر من ربع مليون مغربي يحصلون على الجنسية الإسبانية منذ 2018 : أرقام تكشف تحولا ديموغرافيا لافتا

شهدت إسبانيا خلال السنوات الأخيرة تزايداً ملحوظاً في عدد الأجانب المقيمين الذين حصلوا على الجنسية الإسبانية، وكانت الجالية المغربية واحدة من أكبر المستفيدين. هذا التحوّل الديموغرافي والقانوني لا يعكس فقط تنقلاً قانونياً أو إجراءات إدارية، بل أيضاً تغيّرات اقتصادية واجتماعية وسياسات اندماج على مستوى الدولة والمجتمعات المحلية.

الأرقام والبيانات الأساسية (حتى أحدث ما نُشر)

بحسب بيانات وإحصاءات متداولة من مصادر رسمية وإعلامية، أكثر من 237,000 مواطناً مغربياً حصلوا على الجنسية الإسبانية منذ عام 2018 وحتى السنوات القريبة الماضية.

بالنسبة لعام 2024 بالتحديد، تصدّرت الجنسية المغربية لائحة الجنسيات التي مُنِحت الجنسية الإسبانية، حيث نُشر أن 42,910 مغربياً حصلوا على الجنسية الإسبانية خلال 2024.

على مستوى كل إسبانيا، سجّل المعهد الوطني للإحصاء (INE) أرقاماً كبيرة لمنح الجنسية في 2023، حيث حصل 240,208 أجانب مقيمين على الجنسية الإسبانية ذلك العام (جميع الجنسيات).

تقديرات ومقالات تحليلية تربط المجاميع الإجمالية بين 2018 و2024 بأرقام قد تصل إلى حوالي 261,000 مغربي أصبحوا مواطنين إسبان بين 2018 و2024 في بعض التحليلات الإعلامية والإحصائية. (المصادر الإعلامية تجمع تفاوتاً طفيفاً بين التقديرات حسب التحديثات).

هذه الأرقام تُظهر أن منح الجنسية للمغاربة ليس حدثاً هامشياً بل ظاهرة كبيرة نسبياً أثرت على بنية السكان الأجانب المقيمين في إسبانيا.

 

  • التوزيع الجغرافي للمغاربة في إسبانيا

تتركز الجالية المغربية في عدد من المجتمعات الذاتية الإسبانية الكبرى، وتظهر قواعد بيانات محلية وإقليمية الأرقام التالية تقريبيًا (كمثال لتوزيع الجالية، أرقام سنة 2024 أو المحسوبة حتى 1 يناير 2024 في التقارير): كاتالونيا، الأندلس، مورسيا، فالنسيا، ومدريد تأتي في رأس القوائم من حيث عدد المقيمين المغاربة. على سبيل المثال، أوردت بيانات إقليم كاتالونيا أرقاماً إجمالية للمقيمين من أصل مغربي في حدود مئات الألوف (مئات الآلاف في كاتالونيا لوحدها).

لماذا ازداد عدد المغاربة الحاصلين على الجنسية الإسبانية؟ — الأسباب الرئيسية

1. سجل الإقامة الطويل والتراكم: كثير من المغاربة أتمّوا سنوات الإقامة القانونية اللازمة للتقدم بطلب التجنيس (فترات الإقامة تختلف باختلاف الحالات، لكن الإقامة الطويلة تُسهّل العملية).

2. تحسّن إجراءات وممارسات الإدارة: تباطؤ سابق في معالجة الطلبات تقلّص في السنوات الأخيرة نتيجة إصلاحات إدارية وضغوط لمعالجة قوائم الانتظار. هذا أدى إلى ارتفاع ملحوظ في منح الجنسيات خلال سنوات محددة.

3. دوافع اقتصادية واجتماعية: المواطنين الذين يحصلون على الجنسية يستفيدون من تسهيلات اشتغال، حماية اجتماعية، إمكانية التصويت، وحرية التنقل داخل الاتحاد الأوروبي (لمن يحصل على جنسية دولة عضو). هذه الحوافز تشجّع تقديم الطلبات.

4. برامج اندماج واختبارات: وجود اختبارات CCSE وDELE كجزء من متطلبات التجنيس، وتحسن معدلات النجاح لدى المتقدّمِين الأكثر استعداداً ساهم في زيادة الإحصاءات.

 

  • طرق الحصول على الجنسية الإسبانية باختصار (مُلخّص عملي)

الطريق العادي عن طريق الإقامة: عادة يتطلب سنوات محددة من الإقامة القانونية (المدة القياسية 10 سنوات عامة، لكن توجد اختصارات لحالات محددة).

التقارب التاريخي والثقافي: مواطنو دول إيبيرو-أمريكا وبعض الحالات الخاصة قد تُطبق عليهم قواعد مخفّضة.

الزواج: الزواج من مواطن/ة إسباني/ة يوفّر شروطاً للتقدم بعد مدة من الإقامة أو المُعايشة.

وسط المقال

الأبناء: مواليد إسبانيا لأبوين أجنبيين أو حالات لم الشمل قد يؤدّي لتيسيرات.

الإجراءات المطلوبة: طلب رسمي لدى السلطات، إثبات الإقامة القانونية، شهادة عدم السوابق الجنائية، اجتياز اختبارات اللغة والثقافة (في كثير من الحالات)، ودفع رسوم إدارية. (تفاصيل تطبيقية تختلف بحسب حالة كل متقدّم).

الآثار الاجتماعية والاقتصادية لارتفاع حالات التجنيس

  • آثار إيجابية

استقرار عائلي واجتماعي: منح الجنسية يعزّز شعور الانتماء ويخفض هشاشة الإقامة، ما يسهِم في اندماج أفضل.

سوق العمل: توسّع قاعدة المواطنين يُسهل التوظيف والتنقل المهني، ويغذّي قطاعات تحتاج عمالة.

المشاركة السياسية والمدنية: يتيح للمجنسين حق التصويت والترشّح، ما يغيّر موازين التمثيل المحلي ويحسن التعبير عن مصالح الجالية.

– تحديات ومخاوف

الضغط على الخدمات العامة: زيادة المواطنين والساكنة تتطلّب استجابة في الإسكان، الصحة، والتعليم.

قضايا الاندماج: رغم المواطنة، لا تختفي فجوة الاندماج فوراً؛ التحديات الثقافية والاقتصادية والتعليمية تستمر.

السرد السياسي والإعلامي: تحول التجنيس إلى موضوع سياسي حساس قد يُستغَل في حملات انتخابية أو جدالات متعلقة بالهوية والهجرة.

– السياسات والتوصيات المقترحة

1. تسريع الشفافية في معالجة الملفات: نشر جداول زمنية وإحصاءات محدثة من INE ووزارة العدالة لتقليل الضبابية.

2. برامج اندماج مستمرة بعد التجنيس: تعليم لغوي مستمر، توجيه مهني، وبرامج تواصل مجتمعي لزيادة فرص النجاح الاجتماعي/الاقتصادي.

3. مراقبة أثر الخدمات العامة: تخطيط ميزانيات إسكانية وصحية وتعليمية تراعي الزيادة السكّانية في مناطق معينة (مثل كاتالونيا، الأندلس، مورسيا).

4. تسهيل الوصول إلى المعلومات: نشر إرشادات متعددة اللغات حول خطوات التقديم ومتطلبات الاختبارات لتفادي الأخطاء وطلبات الرفض.

 

. الخلاصة

ظاهرة منح الجنسية الإسبانية لمئات الآلاف من المغاربة منذ 2018 تمثل تحولاً واقعيّاً مهمّاً في تركيبة المجتمع الإسباني وفي علاقات الهجرة بين البلدين. الأرقام الرسمية والإعلامية تشير إلى أن المغرب شكل المصدر الأبرز لحالات التجنيس في 2024، وأن الاتجاه مستمرّ بفعل تراكم سنوات الإقامة، تغيّرات في الإجراءات، ودوافع اقتصادية واجتماعية لدى العائلات. في مقابل الفرص الكبيرة التي يقدّمها التجنيس، هناك حاجة لسياسات اندماج واستثمار تخطيطية لضمان استيعاب الناجحين في التجنيس اجتماعياً واقتصادياً دون خلق ضغوط كبيرة على الخدمات العامة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.