سر إبراز التعدد الثقافي في لوحات الفنانة التشكيلية لبنى لمزابي
ازدادت في مدينة تطوان الحمامة البيضاء، لكن فتحت عيناها بمدينة سيدي إفني، مدينتان يشتركان في جماليتهما و طابعهم الإسباني، و امتزاجها الثقافي، جوها المعتدل و زرقة بحرها و دفئ سكانها جعل من الخمس سنوات التي عاشتها في طفولتها نقش على صخرة ذاكرة انعكست في ما بعد على إبداعاتها.
عادت إلى تطوان في سن السابعة كانت ولادة جديدة لها اكتشفت فيها مسقط رأسها اللذي كان دائما يراودها في حلمها
و التقت بهويتها الأولى، لهذا فإنها مزيج ثقافي معقد تعجز بنفسها عن التعبير عنه إلا من خلال لوحاتها الفنية.
لبنى لمزابي من أب تازي و أم تطوانية فنانة تشكيلية بالفطرة، اكتشفت ميولها للألوان في سن الخامسة، قدرتها على الرسم فاجأت كل من الأسرة و المعلمين في مرحلة التعليم الإبتدائي، تلقت الكثير من التشجيع و الجوائز اعترافا بموهبتها طول مراحل الدراسة،
مع ذلك اختارت أن تسلك مسارا علميا ليأخدها التيار إلى واجهة أخرى بعيدا عن الفن.
لتعود مرة أخرة إلى حضن الصباغة و الألوان فتطفو ذاكرة الطفولة على سطح لوحاتها كمرآت لعشقها اللاشعوري بكل أشكال التراث المغربي المختبئ في اللاوعي،
أكبر تحدي كان يواجهها هو بياض اللوحة كيف تملأه لتجعلها مرآة لها ترا فيها تلك الطفلة اللتي لم تغادر قط روحها.
هي كالمسافرة تكتشف ذاتها كل مرة في لوحة جديدة،
يمكن أن نصنف فنانتنا في خانة المدرسة الإنطباعية، لكنها تقول أنها مستعدة للتغيير و التمرد في أي وقت، حبها للإكتشاف يدفعها لذلك.
تلقت تعليما ذاتيا و تأترت بالفنانين المستشرقين و الفنانين المعاصرين ( الواقعية المفرطة). شاركت في عدة معارض داخل و خارج الوطن، و تلقت شواهد تقديرية عديدة، شغفها الثاني إلقاء الخواطر و الزجل.