تسليط الضوء بالرباط على الرصيد الفني الأندلسي للراحل أحمد بيرو
الرباط – تم، اليوم الخميس بالرباط، تسليط الضوء على الرصيد الفني الأندلسي للراحل أحمد بيرو ومساهماته الفذة في إغناء الموروث الثقافي والموسيقي المغربي.
وأكد أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية عبد الجليل الحجمري، في كلمة بمناسبة افتتاح هذا اليوم الدراسي الذي نظمته الأكاديمية تحت عنوان “الرصيد الفني الأندلسي للأستاذ أحمد بيرو”، أن الفقيد “ترك بصمات مضيئة بعطاءات شكلت في جوهرها مدرسة مغربية أصيلة في النظم والإنشاد”.
وأشار إلى أن هذا اللقاء التأبيني يشكل احتفاء بمعالم موروث ثقافي وموسيقي يعتبر أحد أوجه “التاريخ المشترك الذي ربط المغرب بالأندلس، وهي الأوجه التي ما زالت حاضرة إلى اليوم ونلحظها في فنون العمارة والطبخ واللباس وأسماء العائلات، وسواها”.
واعتبر السيد الحجمري أن تشجيع الدراسة والبحث في ميدان التراث الغرناطي ضرورة ملحة لحفظ هذا الإرث الغني للأجيال القادمة، مضيفا أنه “في هذا الإطار نتطلع في المعهد الأكاديمي للفنون وفي كرسي الأندلس الذي أحدثته أكاديمية المملكة المغربية مؤخرا إلى بحث ما بين المغرب وإسبانيا من إرث حضاري مشترك”.
من جانبه، توقف الفنان والباحث الموسيقي، عبد السلام خلوفي، عند المسيرة الحافلة للفقيد أحمد بيرو على مدى سبعة عقود، مؤكدا أن هذه المسيرة ستستمر من خلال تلاميذه الأوفياء الذين أخذوا عنه واستفادوا من عطائه.
ولفت، في هذا الصدد، إلى أن ما كان شائعا من ألوان موسيقية بالرباط إلى حدود مطلع الأربعينيات من القرن الماضي، والتي من الممكن أن تكون قد ساهمت في تشكيل الوعي الموسيقي للفنان أحمد بيرو، يمكن إجمالها في طرب الآلة والطرب الغرناطي والمديح والسماع وفن الملحون والأغاني الشرقية.
وبهذه المناسبة، تم تقديم إضاءات مبرزة القيم الفنية المضيئة في كتابه («الإضافة» “لشذرات من الأمداح النبوية الشريفة لمجموع الإحاطة في أنغام غرناطة بالرواية الرباطية”) الذي أصدرته أكاديمية المملكة، حيث عرض فيه القصائد والأشعار والموشحات كما وردت عليه من بلاد الأندلس في أغراض مختلفة بنغمات غرناطية خلال عصر بني الأحمر.
كما أبرزت شهادات أخرى في حق الفقيد خصاله وجهوده للنهوض بالموسيقى الأندلسية توثيقا وتأليفا وممارسة، معتبرة أن الراحل بيرو ساهم بقوة في إغناء البحث في التراث الغرناطي الأصيل بالمغرب.
وشهد اللقاء عرض شريط وثائقي تحدث فيه الراحل عن مساره الفني الطويل وتتلمذه في وقت مبكر على يد كبار موسيقييه من الأساتذة والشيوخ بمن فيهم أحمد بناني، والحسين بن المكي الحجام، والفقيه محمد السبيع.
وحضر هذا اللقاء التأبيني للمرحوم بيرو، الذي وافته المنية في ماي المنصرم، عن سن ناهز 92 عاما، ثلة من الأسماء المعروفة في مجال الثقافة والأدب وخبراء وأساتذة متخصصون ومطلعون على التجربة الفنية للمحتفى به، إضافة إلى مجموعة من أصدقاء الراحل وأفراد من عائلته.
وتخرج على يدي الراحل أحمد بيرو، الذي حاز وسام العرش من درجة فارس سنة 1989، العديد من الفنانين من بينهم الفنانة بهاء الروندة، وابنه الفنان طه بيرو وغيرهما الكثير.