بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين …
وبعد ؛
متابعينا الكرام … سنشرع بحول الله وقوته كل خميس في الكتابة عن تاريخ الأندلس من البداية وحتى النهاية ، وذلك عبر سلسلة مكونة من حلقات نحاول فيها قدر الإمكان جرد أهم الأحداث التي مرت على أرض هذا الفردوس المفقود …
وهذه السلسلة في حقيقة الأمر، ماهي إلا قراءة في كتاب ” تاريخ الأندلس ” للدكتور راغب السرجاني والذي يعتبر من أهم الباحثين المعاصرين في التاريخ الإسلامي …
لماذا تاريخ الأندلس ؟
لأن تاريخ الأندلس يشمل أكثر من ثمانية قرون من تاريخ الإسلام، وتحديدا من عام ( 92 ه/ 711 م ) إلى ( 897 ه/ 1492 م ) ، فمن غير المقبول إذا أن لا يعرف المسلمون تفاصيل فترة شغلت في الزمن أكثر من ثلثي التاريخ الإسلامي هذا من جهة ، ومن جهة أخرى أن تاريخ الأندلس ولطول فترته قامت فيه العديد من الدول وسقطت ، وظهرت فيه الكثير من الشخصيات التي ظلت أسماؤها خالدة في أذهاننا ، كعبد الرحمن الداخل الذي قال عنه المؤرخون ؛ لولاه لإنتهى الإسلام بالكلية من الأندلس ، وعبد الرحمن الناصر أعظم ملوك أوروبا في القرون الوسطى ، والمعتمد بن عباد وغيرهم …
علينا أن نعرف من يكون هؤلاء ، وكيف وصلوا إلى حكم الأندلس وحققوا تلك الإنتصارات التي أوصلتهم إلى أعلى الدرجات ، كما أن تاريخ الأندلس لايخلو من الخونة والعملاء من السلاطين والحكام ، علينا كذلك معرفتهم …
كما يجب علينا معرفة حقيقة بعض الأحداث المشهورة ، هل وقعت فعلا ام هي من نسج الخيال …
ثم معرفة تفاصيل المآثر الخالدة التي أمست رسوما وأطلالا ، وهي اليوم في عداد أفضل المناطق السياحية في إسبانيا ، كمسجد قرطبة وقصر الحمراء ومسجد لاخيرالدا في إشبيلية …
أعزاءنا القراء … إن قصة الأندلس قصة مؤلمة ، لأننا سنستعرض تاريخا ومجدا زاهرا ونحن نعلم أن هذا المجد انتهى وضاع ، إلا أنه لا غنى عن قراءة هذا المجد السليب .
وفي ختام هذا التقديم والتعريف بالسلسلة ، نطلب من الله العلي القدير أن يلهمنا الرشد والسداد ، كما نتمنى أن ينال هذا العمل إعجابكم وتشاركوه مع أحبابكم وذويكم …
تم بحمد الله وتوفيقه