▪︎ الحلقة 2 : فتح الأندلس
الجزء الثالث : وقفات مع خطبة طارق بن زياد وقضية حرق السفن
أورد بن خلكان في “وفيات الأعيان” والمقري التلمساني في “نفح الطيب”، أنه لما اقترب جيش لذريق من الجيش الإسلامي، قام طارق بن في أصحابه فخطب وقال : ( أيها الناس ؛ أين المفر ؟! والبحر من ورائكم والعظو أمامكم، فليس لكم والله إلا الصدق والصبر، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مآدب اللئام …..) .
◇ ولنا وقفات مع هذه الخطبة :
– لم يتعرض المؤرخون لتاريخ الفتح الإسلامي إلى هذه الخطبة، وهذا يشير إلى عدم شيوعها، ويقلل من حقيقة وقوعها.
– الخطبة وما فيها من السجع لم تكن من أسلوب ذلك العصر.
– كان من المتوقع أن تحتوي الخطبة على آيات من القرآن والأحاديث النبوية تناسب الحدث.

– وأخيرا أن طارق وأكثر الجيش من الأمازيغ، مما يجعل من المناسب أن يخاطبهم بلغتهم، فهم على الأرجح لا يفقهون اللغة العربية.
◇ طارق بن زياد وقضية حرق السفن :
هي قضية اشتهرت في التاريخ الأوروبي بصفة خاصة، والحقيقة أن هناك من المؤرخين من يؤكد صحة هذه الرواية، وهناك من ينفي وقوعها، وصراحة العقل والمنطق يبين لنا أنها من الروايات الباطلة للأسباب التالية :
– أن هذه الرواية ليس لها سند صحيح في التاريخ الإسلامي، وإنما أتت إلينا من المصادر الأوروبية.
– لو حدث وأحرق طارق السفن، لتطلب ذلك رد فعل من قبل موسى بن نصير أو الوليد بن عبد الملك استفسارا عن ذلك، والمصادر التاريخية لم تذكر أي شيء عن هذا.
– أن المصادر الأوروبية هي أشاعت هذه الرواية، لأن الأوروبيين لم يستطيعوا استيعاب كيف لقلة قليلة من المسلمين استطاعت هزيمو جيش ضخم وفي عقر دارهم.
– ومن الجانب الديني؛ فهذا بمثابة انتحار بأن تقطع خط العودة على الجيش وإذا ما تحدثنا عن مافي ذلك من الإسراف والتبذير لأموال المسلمين.
وأخيرا إن الناظر في التاريخ الإسلامي، يرى أنه متى كان الأبطال المسلمين يحتاجون إلى مثل تلك الحماسة، فقط يكفي أن تذكرهم بوعد الله لهم.