أنيسة سايساي.. مغربية-ألمانية تشق طريقها في عالم السياسة
مطبوعة بروح العزم والمثابرة والطموح، تجسد أنيسة سايساي، التي تقدم صورة مشرفة للمرأة المغربية بألمانيا، نموذج سيدة ملتزمة وقوية تحقق ذاتها في المشهد السياسي وتتألق على جميع المستويات.
تحتل السيدة الحائزة على ماستر في العلوم السياسية من جامعة بون مهمة مسؤول الحزب الديمقراطي المسيحي، بدورماغن، وقد عرفت كيف تفرض نفسها في وسط ذكوري بفضل إرادة لا تلين وعزم موصول.
رأت النور في ألمانيا وتعمل حاليا بوزارة التشغيل والصحة والشؤون الاجتماعية بمقاطعة رينانيا لويستفاليا الشمالية. وكان عليها أن تواجه العديد من التحديات مبكرا في طريقها للوصول الى ما هي عليه اليوم.
“كان علي أن أواجه أكبر التحديات قبل الاندماج في العالم المهني. كفتاة من عائلة مهاجرة، لم يكن أساتذتي يبدون ثقة في قدراتي خلال عامي الدراسي الأول. كان التحدي الأكبر أن أقنعهم بقدرتي على النجاح بشكل مغاير”، تقول سايساي لوكالة المغرب العربي للأنباء.
وتضيف قائلة: “كان علي أن أبذل جهودا أكبر من أجل إبراز ما يمكنني فعله وإثبات أن قدراتي ليست أقل مما يملكه زملائي الألمان في الفصل”.
مسلحة بالصبر والتفاؤل، لم يكن لدى أنيسة من خيار غير أن تفرض نفسها وتبرهن على قدراتها وكفاءاتها الشخصية لتجد موطئ قدم بين الأطر المغربية اللامعة على صعيد بلد متطور من حجم ألمانيا.
وترى هذه الناشطة السياسية أن النساء مدعوات إلى الوعي بأن السياسة في العالم مازالت تحت هيمنة الذكور. وفي العديد من الحالات، يكمن التحدي الكبير في إيجاد رجال طموحين سياسيا يشجعون النساء بحماس. أما النساء فهن مطالبات بالتحلي بالمثابرة والحافزية لترويض كل المطبات.
تبدي أنيسة سايساي أملا في مواصلة التقدم على جبهة النشاط المهني. بمجرد ما تسمح التزاماتها العائلية، تسعى الى تسلق درجات أعلى في مسارها العملي.
هي اليوم سيدة مستقلة، ملتزمة ومدربة على مواجهة التحديات. نجاحها المهني مصدر فخر، وإلهام للعديد من النساء المغربيات اللواتي يتطلعن إلى تحقيق رهانات مهنية أو غيرها في بلدان أخرى.
أما رسالتها إلى المرأة فهي واضحة: “ينبغي إقناع الآخرين أولا بالمعرفة والثقة في النفس داخل العمل اليومي والنقاشات السياسية. حينئذ لا يمكن لأحد تجاهلك”.