هل بدأ فعليا التفاوض بين المغرب وإسبانيا حول تسليم مراقبة المجال الجوي في الصحراء المغربية ؟؟

أحمد بويوزان

لم يعرف الرأي العام المغربي قضية تحكم إسبانيا في مراقبة الأجواء الجوية والطيران بسماء الصحراء المغربية ، إلا عند بداية اللقاءات الأخيرة الذي جمعت بين المسؤولين الحكوميين المغاربة والإسبان كانت بدايتها شهر أبريل 2022 واستمرت إلى الدورة 12 للإجتماع الرفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا والذي عقد شهر فبراير 2023 .
حيث بدأت الجرائد الوطنية المغربية في الحديث عن إحدى النقط المدرسة ضمن هذا اللقاء ، وهي قضية مراقبة أجواء منطقة الصحراء المغربية من طرف إسبانيا ، إذ أفردت العديد من الجرائد مقالات تطرقت فيها لهذه الحالة حيث اعتبرتها حالات نشاز ” في الوقت الذي يمارس المغرب سيادته الكاملة على منطقة الصحراء المغربية اداريا وسياسيا واقتصاديا ، لا زالت الأجواء تحت مراقبة الاسبان وتحكمها ” ؛ إذ هي التي تمنح الترخيص لكل الطائرات التي تطير نحو أجواء هذه المنطقة أو داخلها بما فيها الطائرات العسكرية المغربية التي تراقب حدودها الوطنية ، بالرغم من مغادرة إسبانيا للأراضي الصحراوية المغربية بموجب اتفاقية سنة 1975 ، حيث احتفظت الأخيرة بإدارة الأجواء في المنطقة الجنوبية المسترجعة ، وسيارته على جميع العمليات الجوية التي تتم هناك انطلاقا من برج المراقبة الموجود بجزر الكناري .
ويظهر جليا من خلال مجموعة من اللقاءات السالفة الذكر والتي أكدت أن هناك تنسيق في إدارة المجال الجوي الصحراوي بين البلدين ؛ وهي إحدى النقط التي جرى الإتفاق بشأنها في البيان المشترك في 7 أبريل 222 في أعقاب اول زيارة كان قد قام بها سانشيز للمغرب بعد القطيعة السياسية بين البلدية والتي جاءت نتيجة سماح إسبانيا بدخول بن بطوش لأراضيها من أجل العلاج بعد أن رفضت ألمانيا إستقباله .
وكانت وزارة الشؤون الخارجية الاسبانية قد أفادت بأن المحادثات مع المغرب في هذا المجال قد بدأت تماشيا مع النقطة السابعة من الإعلان المشترك الصادر في 7 أبريل 2022 ، مشيرة في هذا الإعلان ” إلى أن المحادثات المذكورة تقتصر حصريا على إدارة المجال الجوي و التنسيق بين الطرفين لتحقيق قدر أكبر من الأمن في الإتصالات ”
لكن تصريحات السيناتور فرناندو كلافيخو لصحيفة ABC والتي أبدى من خلالها تخوفه و قلقه مما اسماه ” بالمفاوضات جديدة بين المغرب وإسبانيا تمر بدون شفافية ” ميرزا أن ” المملكة المغربية تحاول فرض سيادتها على المجال الجوي في الصحراء بعد تأكد سيادتها على البحر ” هذه التصريحات كم صب الزيت على النار خصوصا من طرف معارضي سانشيز بخصوص قراره الاعتراف بمصداقية مقترح المغرب ” الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية للصحراء ”
لكن ما يجدر الإشارة إليه في تفاعل المغرب مع موضوع سيطرة إسبانيا على مراقبة الأجواء في الصحراء المغربية ؛ فإن الرحلات الجوية المغربية توقفت عن الإبلاغ عن أنشطتها في المجال الجوي للصحراء المغربية حسب ما اوضحتهمصادر من مركز مراقبة الحركة الجوية الكنارية لصحيفة DIARIO .
وكان هذا التوقيف عن الإبلاغ جاء بعد حادث معبر باب سبتة والتي اقتحم فيه المات من المغاربة الحدود الوهمية مع سبتة المحتلة شهر ماي 2021 .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.